سيمنار حول  مجلة ننار

 

سياسيون سويديون وعراقيون يناقشون موضوع الانتخابات  

خاص ننار

أقامت مؤسسة المجال الثقافي ليلة ننار السادسة والتي خصصتها للإعلام والانتخابات بمشاركة عدد من الأحزاب السويدية وعدد من الناشطين السياسيين العراقيين وبعض المرشحين للانتخابات البرلمانية في العراق.

افتتحت الأمسية السيدة كلاوديا مسؤولة الأنشطة في مؤسسة الستوديو فرياندة  بكلمة عبرت فيها عن أهمية ليالي ننار الثقافية في تحريك التفاعل العربي السويدي وان تكون رافد للموضوعات التي تصدرها مجلة ننار باللغات السويدية والعربية والانكليزية والكردية ونوهت عن قرب صدور العدد الثالث من المجلة بما يحمله من موضوعات متنوعة تهم الجاليات المهاجرة في السويد.

بعدها ألقت رئيسة تحرير مجلة ننار د. أسيل العامري كلمة المجلة مرحبة بالحضور المتنوع ومؤكدة أن هذه الليلة  تقترب فيها الثقافة من السياسية وتثبت ان المثقف لا يلعب دور المتفرج دائما.. فغالبا ما خذلنا السياسي الذي لا يلتفت لأحلام المثقف ولا يفعل ما تجود به إبداعاته..   بلاد ما هدأ لها سندان ولا انقطع فيها النحيب وحري بنا اليوم ان ندفعها إلى الاحتكام للصناديق بدل العواء بلعب الشياطين .. عقد من السنوات مر ومازلنا نحتكم بالأنصاب  وتراق  فيه دماء الأبرياء  دون وجل أو خوف ونسقط ما يبنيه الآخر بأسرع من وقوعنا المحتوم بفخاخه في كل شبر... ترى هل يتوقف المشهد ام ستدور عجلته مجددا ؟ ثم تركت قيادة الأمسية للدكتور حسن السوداني والفنان باسم الباسم. بعدها قدم الكاتب والصحفي عبد الرحمن عناد مداخلة الليلة الرئيسية مشيرا فيها أهمية الإعلام في الانتخابات مستعرضا أهم المحطات التي مر بها الإعلام العراقي بعد التغيير ومرافقته للتجربة الديمقراطية وما عاناه من ويلات  وتهميش وإقصاء كما أشار إلى أهمية المشاركة في الانتخابات لأنها السبيل الوحيد للوصول إلى الديمقراطية , بعدها استدعى الفنان والإعلامي باسم صباح الباسم الفريق السياسي السويدي المشارك بليلة ننار السادسة وهم السيد دانييل سستراجيك عن حزب اليسار السويدي والسيدتين أماني لباني وامليا هودزيك عن حزب السوسيال ديمقراط والسيد محمد محمد عن حزب المدارت الحاكم في السويد.

وقد ابتدأ السيد دانييل سستراجيك بالاجابة عن السؤال الرئيسي الذي وجه لممثلي الاحزاب السويدية والمتمثل بماهية الطريقة التي تعتمدها الأحزاب السويدية في بناء برامجها الانتخابية قائلا:- يعتمد حزب اليسار السويدي في بناء برامجه الانتخابية على سلسلة من الاحتياجات المجتمعية التي تبرز خلال دورة انتخابية كاملة مصنفا الحاجات إلى أساسية ملحة وأخرى تكميلية تعبر عن استمرارية مطالبة الحزب بالنقاط التي لم تتحقق بشكل جيد في الدورة السابقة ويركز في هذه الدورة على موضوعات أساسية أهمها دعم الثقافة والمشاريع الثقافية لأننا نعتبر الثقافة مهمة جدا للحياة، لكي يمكننا ان نعيش حياة جيدة و حتى نكون مجتمعا ديمقراطيا، فالثقافة مهمة لجميع الناس و خاصة لأطفالنا و شبابنا، فعبر الثقافة ننمو و نعزز الثقة بالنفس , الا انه يجب ان تكون الثقافة بمتناول الجميع و بغض النظر أكنت تعيش في هيليا، روسنغورد ام في وسط المدينة وبغض النظر عن انك شاب ام عجوز، امراة ام رجل، من الطبقة " الراقية " ام الطبقة العاملة، فالمهم ان تحظى بنفس الحقوق و تحصل على نصيب من الثقافة كغيرك في السويد.

اما السيد محمد يوسف محمد السياسي في حزب المدرات الحاكم في السويد فقد أجاب بان الحزب يعمل بشكل مستمر لتحسين الحالة الاقتصادية ودعم الاقتصاد السويدي من خلال أمور عديدة أهمها الخفض الضريبي والقضاء على البطالة وقد نجحت سياسات الحزب الاقتصادية في قيادته للسويد في الأربع سنوات الفائتة في تقليص البطالة وعدم تأثر السويد بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي مرت بها أوربا في هذه الفترة.

في حين تحدثت السيدة امليا هودزيك الناشطة السياسية في حزب السوسيال ديمقراط عن ان الحزب قد رفع شعار من (اجل سويد أفضل للجميع) وهو شعار يشمل كل مرافق الحياة في السويد العمل والثقافة والاقتصاد والعلاقات الخارجية ويعتمد الحزب في بناء برامجه الانتخابية على خبراته الطويلة في  إدارته للملف الحكومي في السويد ولديه خبراته كبيرة ويتعمد على قاعدة عريضة من المنتمين الذي يدلون بآرائهم التي تعبر الأساس في بيان الحجات الرئيسية للقاعدة الجماهيرية للملكة السويد. في حين ركزت الناشطة السياسية أماني لباني على فكرة المشاركة الفعالة  للسويديين من خلفيات أجنبية في الانتخابات المحلية أو الأوربية وان عدم مشاركتهم فيها يعني إتاحة المجال للأحزاب اليمينية المتطرفة في زيادة مساحتها والتضييق على أداء الحكومة في القرارات التي تراعي حقوق وخصوصية المهاجرين.وقد قام بتوجيه الأسئلة والترجمة الفورية الفنان باسم صباح بطريقته الإعلامية المشوقة.

ثم جاء دور الفريق السياسي العراقي حيث استدعى الدكتور حسن السوداني المشاركين وهم الناشط المدني هاشم مطر منسق تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك- العراق يستحق الأفضل- والدكتور حكت جبو المرشح عن قائمة أور الوطنية والسيدة إخلاص بهنام عن نفس القائمة والسيد لطيف محمود عن حزب الدعوة والسيد محمد الطائي عن نفس الحزب وتم توجيه نفس الأسئلة التي وجهت للفريق السويدي والمتمثلة بالسؤال الرئيسي عن كيفية بناء الأحزاب العراقية برامجها الانتخابية حيث أجاب السيد هاشم مطر بان البرامج الانتخابية العراقية تكاد تكون برنامجا واحدا إذا ما رفعنا الغلاف الخارجي الذي يحمل اسم الحزب مقدم البرنامج؟ فالجميع يدعو لنبذ المحاصصة والطائفية والعنف والإرهاب وهذه المطالب في حقيقتها مشروعة جدا إلا أنها سبق وطرحتها الأحزاب نفسها في الانتخابات السابقة دون أن تنفذ منها شيئا أما عن برنامج التيار الديمقراطي فيمكن ان تتلمس فيه نظرة شاملة للاحتياجات المجتمعية للشعب العراقي وفقا لما يعانيه الآن من أزمات في الخدمات والآمن وتوقف النمو الاقتصادي والثقافي وفي كل الأصعدة الأخرى.

السيد لطيف محمود ممثل حزب الدعوة العراقي دافع عن وجهة نظر الحزب من الانتقادات التي وجهها له خصومه عبر مسيرته في إدارة الملف الحكومي مؤكدا أن الحكومة العراقية هي ليس حكومة حزب الدعوة كما يشار الى ذلك ظلما فهي مكونة من جميع الأحزاب المشاركة في العملية السياسية متمثلة بالوزراء الذين يشاركون فيها وبالتالي لم يستطع الحزب أن ينفذ برامجه الحقيقية بسبب التناقض الحاصل في البرلمان والذي غالبا ما يعمل بالضد من أي مشروع تقدمه الحكومة وبالتالي فقائمة دولة القانون دعت في هذه الدورة الانتخابية الى مشروع حكومة الأغلبية كي تستطيع تجاوز الإخفاقات التي حصلت في الدورة السابقة.. وهو ما أكده أيضا الناشط السياسي محمد الطائي الذي عبر عن حقيقة ان الآخرين يطالبون ان تكون بغداد كمدينة دبي وهم بذلك يدعون رئيس الوزراء ان يتحول الى دكتاتور يستطيع ان يفرض إرادته خارج الحكومة والبرلمان فدبي مثلا او بقية الدول لا تمتلك نظاما ديمقراطيا يحد من سلطات حاكها او ملكها او سلطانها وان بناء عمارة سكنية او معلم عمراني واحد لا يستطيع رئيس الوزراء الحالي او أي رئيس وزراء في العراق ان ينفذه بعيدا عن تدخل جميع أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية وبالتالي إن أردنا أن يكون لدينا بناء حقيقي فلا بد من وجود كابينة حكومية متراصة يسندها برلمان حقيقي وليس برلمان يمثل إرادات الدول المجاورة للعراق وليس شعب العراق.

في حين أجاب السيد حكمت جبو ممثل قائمة اور الوطنية إلى ان البرنامج الانتخابي للقائمة اعتمد على ما افرزه الواقع المرير الذي يعيشه العراق اليوم من ارتفاع منسوب الطائفية والإرهاب ومصادرة حقوق الفقراء وتهميش الأقليات وبالتالي لابد من معالجة الخلل الكبير في المنظومة السياسية التي اعتمدت على مجموعة من المغالطات أسفرت عن تأزم حقيقي في كل نواحي الحياة.

السيدة إخلاص بهنام عن نفس القائمة ركزت على دور المرأة العراقية في النهوض بحل المشكلات التي يعاني منها العراق وان تهميشها يعني تهميش نصف المجتمع العراقي بالكامل فهي الأم والأخت والزوجة وان تهميشها في الدورات الحكومية السابقة أدى إلى خلل كبير في الأداء الحكومي, واختتمت حديثا بتمنيات ان تسفر الانتخابات عن تغيير في الوجوه التي تركت أسوء الأثر في ذاكرة  العراقيين بأدائهم الضعيف وغير المخلص للعرق. ثم جرى فتح باب مشاركة الجمهور بتوجيه الأسئلة للمشاركين.

وكانت  ليلة ننار السادسة التي أقامتها مؤسسة المجال الثقافي  متزامنة مع موعد   الانتخابات العراقية التي جرت في نهاية شهر ابريل الماضي وكذلك الانتخابات السويدية التي ستجرى في شهر سبتمبر القادم.